شخصنة الرمز 1-2

اعتقد اننا وكل الشعوب العربية .. شعوب وثنية بالفطرة .. جبلت علي الوثنية وعبادة الاصنام ، تارة تجدهم يعبدون الصنم علي شكل تمثال (كشبه الجزيرة العربية في الجاهلية) ، او علي شكل حيوان ، او علي شكل بني ادم (كما حدث في مصر القديمة) ... شعوب مهما تقدمت في العلم او الحضارة ومهما ارتقت يبقي الطبع فيها غلاب .. الا وهو الطبيعة الوثنية الغالبة دائما وباستمرار علي سمات تلك الشعوب

حتى وبعد ان جاء الاسلام ، ليخرج العباد من عبادة العباد ، لعبادة رب العباد ... تأبى هذه الطبيعه وهذه الفطرة الا أن تطفوا علي السطح كلما تراخى الاستمساك بحبل الدين ، او كلما قل ترمومتر العقيدة في نفوسهم

كلما كبر الرمز علي عقولهم .. واصبح العقل البشري غير قادر علي التعامل معه او علي إدراكه ، يحاول ذلك العقل جاهدا أن يعمل علي شخصنه هذا الرمز ، ليصبح ذا صورة مادية .. يسهل فهمهما والتعامل معها ونقدها احيانا .. ولا يهم اطلاقا ماهي هذه الصورة

في الهندسة ، عندما تكون هناك مشكلة فزيائية عويصة ، يحاول المهندسين عمل ما سيمي (Modling) لهذه الظاهرة الفزيائية بحيث يمكن صياغتها كمعادلات رياضية يسهل التعامل معها ، والتطبيق عليها .

هو تماما ..

العقل البشري ، الجمعي ، العادي يحاول عمل تشخيص لاي رمز لا يستطيع العقل ادراكه .. محاولة لتصغيره بمقياس هندسي ، يسهل علي العقل استيعابه ، ومن ثم فهمه ، بل ونقده واظهار عيوبه ومحاسنه

انا لا اعيب علي ذلك اطلاقا ، فلم ولن يتطور البشر الا بذلك ،، فكيف لهم ان يفهموا ظواهر الطبيعه المختلفة ، ويحاولوا الوصول الي العلاقات التي تنظمها .. في محاولة لدراستها .. وعمل تطبيقات مختلفة عليها .. تمكن الانسان من انجاز اكبر كم من الاعمال في اقل وقت ممكن

ولكن هذا لا ينبغي ان يجعلنا نستخدم ذلك في المطلق ، الحياة ليست كلها ذات طبيعه مادية بحته .. ليس كل ما نبصره اونلمسه ، اونحيا معه ، او به .. مادي بالضرورة ، هناك اشياء اخري حسية او معنوية ، تؤثر فينا ونؤثر عليها .. وتشكل ركيزة مهمة في الحياة

آخذ هنا علي اصدقائي الماديين ،، او الوجوديين ان صح التعبير .. محاولاتهم المستميته في شخصنة كل الرموز والمعاني ومحاولة انكار مالم يدركه العقل بشكل مرئي او محسوس

فليس عدم قدرتك علي الاستيعاب ، او علي الفهم .. انه ليس موجود بالضرورة .. لايعني عجزك عن الوصول الي المعني انه غير موجود ... كمن ذهب ليأتي بالذئب من ذيله .. فعندما وجد الذئب وراي منظره فُجع ،، فرجع لاهله وقال لهم لقد وجدت الذئب بلا ذيل ... ولجهلهم لم يكذبوه

هذا مثال مادي لاصدقائي الوجوديين :

هو لايؤمن بما لا تراه عينه ولا تلمسه يداه ، فكيف له ان يؤمن بوجود الله .. او حتى  وجود شياطين او ملائكة ..

اقول له ان تعلم انه عندما يسقط الضوء المنعكس من الاشياء علي العين .. تحدث الرؤية ، وتعلم ايضا ان العين البشرية المجرده تعجز عن رؤية بعض موجات الضوء ذات الترددات العالية جدا او المنخفضة جدا ..

السؤال هنا

ماذا لو كان هناك مخلوقات اخري خلقت من مواد لا تعكس الضوء (او انها تمتص الضوء وتعكس موجات ذات ترددات عالية جدا لا يمكن ان تراها بعينيك المجرده)

هل يعني عدم قدرتك علي الرؤية .. انها ليست موجوده ؟؟؟؟؟؟؟

لماذا كل هذه المقدمات .... هذا ما سأجاوب عنه قريبا ان شاء الله