الحرية بين الواقع والنظرية
اللي ماشفشي الفستدق يصيبه الجنون حتما عندما يري السوداني
هذا هو حال امتنا وللاسف ، لم تتعود مطلقا ، بداية من البيت مرورا بمراحل التعليم المختلفة حتي الحياة الناضجة كفرد عامل داخل المجتمع له الحق في ممارسه حياته السياسية علي الحرية او ممارستها
يربي الاب ابنه ان تفعل ولا تفعل ، ان فعلت فانت لم تفعل شيئا حميدا تستوجب عليه الثناء بل الواجب يملي عليك ذلك ، وان لم تفعل فانت بذلك تستوجب العقاب .. لا يحق لك ان تناقش او ان تسأل لان والدك نفسه لم يحظ بتربية كهذه مع والده ، فبالتالي لن تجده يملك الخبرة الكافيه في التعامل الحضاري او الطرق الحديثة في التربية هو يفعل تماما كما كان يفعل معه حتي لو كانت هذه الافعل اصابته حنقا علي والده في يوما ما
تتعلم في المدرسة ان عليك كذا وكذا وكذا ، يجب ان تحفظ الدرس حفظا جيدا حتي تحصل علي الدرجة النهائية ، في البيت لا يرضون باقل من النهائية ، مدرس الدرس الخصوصي يقبض من والدك كي يضربك رغم منع الضرب في المدارس بحجة انه بيحافظ عليك ، تاتي الاسئلة في الامتحانات في منتهي المباشرة والسذاجة فتصدق استاذك واهلك بانك من المتفوقين الاوائل ، يمتلئ صدرك عطفا حينا واخري حنقا علي اولائك الجهلة الذين دائما يثيرون الشغب في الحصة بحجة الاسئلة ، يعيشون حياتهم دون قيود ، لايخشون من اب في البيت او مدرس في المدرسه ، تتعجب كيف لهؤلاء ان يعيشوا بيننا ، تطمئن جيدا عندما يرسبون وتنجح انت نتيجة لحفظك الدروس اكثر منهم
في الجامعه ، تسمع كثيرا كلاما يتردد انت هنا للدراسة فقط وليس لشيء اخر ، كلاما اخر يتردد ، يجب عليك ان تكتشف نفسك في المرحلة الجامعية ، يجب ان تمارس النشاط فهو يكسبك مهارات شخصية ويكتشف المواهب المدفونه فيك ، تكتشف ان عليك ان تتاخذ مسارا بين اثنين لا ثالث لهما ، اما اتحاد الطلبة فتصبح محببا للامن والدوائر العليا واصحاب السلطة فتنهمر عليك الكرامات ، اما ان تنضم للاخوان المسلمين فتصبح محبوبا ايضا ولكن مكروها من قبل الامن واصحاب السلطة فتحرم من كل مميزات طالب الاتحاد ، فتعوضك الجماعه نفسها خيرا منهم الاف المرات ، بين الفينه والاخري تصطدم بمن يذكرك انه لاعليك ذلك ولا ذاك فانت هنا فقط للدراسة ، فالجامعة مكان للعلم فقط
خارج الجامعة تنخرط في مشوار طويل محفوظ ، سار فيه الكل قبلك حتي ان خطوات الطريق باتت محفوظة العدد حتي النهاية ، اوراق الجيش ، البحث عن عمل ، البحث عن شقة ، البحث عن عروسة ، الانجاب ، ثم تكرر ما كرره والدك معك بدون اي تغيير ، الا بعض مظاهر قد تتغير نتيجة لتغير الزمن ليس الا
بين هذا وذاك لا يتعود المرا منا علي ممارسه الحرية ، لذلك اذا لمح بعض من بريقها هاج وماج كمن وقع علي كنز العلي بابا
لا انكر بالطبع ان هناك من يعي جيدا معني الحرية ان كان ايضا لم يتكمن من ممارستها الممارسه الصحيحة فهو لم ينفصل ابدا عن مجتمعنا هذا ، فلا يكفي المعرفة حتي يتحقق الفعل ، لابد من المعرفه والممارسة
الرسوم المسيئة للرسول
طالعنا الغرب مؤخرا عن رسوم كرتونية تشبه النبي محمد علي الصلي والسلام بانه داعي الي الارهاب ، وانه زعيم لامة تهوي الدم
لم يصادف ذلك هوى في نفوس العرب ، واكرر هنا العرب .. فخرجوا جميعا منددين مستنكرين ، وكانوا في اشد حالات الغضب ، اعتقد انهم لم يغضبوا لنبيهم
فقوم يتحرشون بالنساء بعد انقضاء ثلاثون يوما من العباده والصوم علنا في شوارع العاصمة علي مرأى ومسمع من الجميع لن تجد في قلوبهم حبا لدين لو لنبي كذلك نسيانهم المتعمد لكل صحيح وقربهم من كل ما هو داني وذلهم في الحياة الدنيا امام اعينهم وامام اعدائهم يؤكد ذلك
اعتقد ان حكامهم كانت تتهيء لهم وهم خارجون يهتفون ، فكانما يقولون .. ملعونة الدنمارك يقصدون ملعون الحاكم
تمسك الغرب هنا بمنطق الحرية ، وان الحرية تقضي بان كل شخص حر ينقد ما يشاء ويقول ما يشاء .. ونيجة لحركة المقاطعة ، نشرت صحف اخري رسوم اخري عن النبي محمد ، وقام اخرون بعمل افلام دعائية ضدد الاسلام
البحث عن شهرة زائفه
فاجئني شاب يسمي نفسه مثلي قوي بالتعليق علي احدي مدوناتي ويعلن عن نفسه بطريقة غريبة بل ويدعوني للتعارف لانه اعجب كثيرا براي وفكري .. وانا اشك في ذلك بالطبع
يذكرني ذلك بفيلم لفؤاد المهندس ادعي فيه انه قتل شويكار لتكتب عنه الصحف والمجلات فيتحول الي انسان مشهور ولكنه يفاجئ بعثر في الامور والتي تابي ان تطيعه في هواه فيقع في شر اعماله ، ذلك بدلا من ان يهديه عقله وفكره ان يشتهر في اي مجال اخر ينفع الناس ويفيدهم
فكل ما خلدهم التاريخ وذكرهم بالحسني هم اناس لم تعيش لنفسها بل عاشت للناس ، في عصرهم لمن اتوا بعدهم فحق علي التاريخ وعلينا ان ذكرهم كل ما يتسنى لنا ذلك
.
اوقف هنا فقط علي وعد مؤكد يساعدني فيه ربي علي المواصله فللحديث بقية لم تنتهي بعد