تاكسي العجايب - الحلقة الاولي

تاكسي العجايب

تاكسي .. ! تاكس .. ! س
رايح فين يا بيه ؟! س
خمستاشر سنه قدام يا اسطه لو سمحت ... هتاخد كام ياسطة ؟
اللي تجيبه يا بيه

الجلوس قرب النافذة متعة لا نظير لها .. انه يتيح لك مشاهدة من نوع غريب لتفاصيل غريبة في ايام لم يكن في خاطرك ابدا ان تغوص بداخلها .. س

لقد ارتضيت لنفسي الجلوس بجوار السائق .. حتي يتاح لي فرصة الاستفسار عن اي شيء مبهم لي اثناء رحلتي فهذه اول مرة اذهب فيها الي هذا المكان البعيد

اري بعيني شيء مزهل .. كهولا تموت وشباب تهرم .. ومعالم تتغير بسرعة شديدة والوان تبهت .. ومنازل تهدم .. وبيوت اخري تبني وكاني اشاهد شريطا سينمائيا يستعرض بالتصوير السريع .. تحول الاشياء من مرحلة الحبو الي مرحلة الكهولة مرورا بكل التفاصيل التي تبدوا غريبة حينما يدرك المرأ ان هذا يحدث معه .. ولكنه لا يشعر . س

في غمرة انغماسي مع المستقبل وما به من عجائب وغرائب افقت علي منعطف اشعر اني اعرفه الي حد ما .. فاشرت للسائق : ... س

يناير الجاي ياسطة
فين في يناير يا بيه ؟
تلاته انشاء الله

وعندها ترجلت من السيارة .. ونظرت الي السماء متنهدها .. ثم نظرت الي الارض .. متفحصا كل ما بينهما بعين المبهور الذي لا يصدق ما يري بعينيه الان

اتصلت بصديقي الذي اعتدت الاتصال به دائما عندما اشعر بالوحده .. ولكن هاتفه لا يجيب .. فقررت ان اذهب اليه في بيته ازعجه كعادتي معه دائما .. ولدهشتي حين رايته اني وجدته يكبرني بنفس الفارق العمري بيني وبينه .. فتكدر حالي وغمت نفسي فطالما حلمت بالوقت الذي اصبح فيه انا الاكبر

نظر اليا بدهشه المستيقظ من نومه .. لم يعرني اهتماما كعادته .... نظرت اليه ثم ابتسمت .. وتركته وانصرفت دون ان انطق ببنت شفه
جلست علي القهوة التي اعتدنا الجلوس عليها .. ولمحت بعيني شاب في مقتبل العمر يجلس وحيدا .. ينتظر بلهفة احد ما ، اشعر به جيدا ،وكاني اتجول داخله ، يالها من قوة خارقة ، لقد اصابني كبر السن بفطنه ليست بالهينه
ايقن تماما رغبته الملحه في سؤالي عن اي شيء .. لمجرد الحديث ... ولكن خجله يمنعه من ان يتخذ الخطوة الاولي ، ياله من احساس ممتع ان تنظر الي شخص وانت تعلم جيدا فيما يفكر وما يريد ، فتنتظر ان يقول ما تعرفه اصلا وانت ناظرا اليه بابتسام . س
هممت اليه وقلت له : س

ايعجبك هذا الفيلم ام تسمح لي بتحويل القناه ؟
اضطرب حال الفتي ولم يستطع ان يلمم شتات افكاره .. وكانه لاعب قد فاجئه خصمة بضربة من الخلف ثم قال لي :س
لا ابدا ابدا تفضل
شكرا

وكالخبير والذي يعرف جيدا اين ومتي يضرب .. ويعرف ايضا متي يشاهد ، نظرت اليه بابتسام اخجله كلما نظر الي خلسه .. ولكني لم اجدها لعبة مسلية فتركت الولد لحاله وذهبت الي البيت . س

س
عندما دخلت البيت وجدت امراة في ريعان شبابها سبحان من ابدع ومن صور .. ايقنت انها زوجتي بعد ان رايت صورة الزفاف معلقة عل الحائط ، ولكني دهشت ، فلم تكن من احبها.. اذن من احبها الان .. لست احبها . س

ورايت طفل في العاشرة من عمرة علي اقصي تقدير ، بالطبع فان هذا الولد هو نتاج هذا الزواج ، انه يشهني كثيرا ، يا الله ... ما هذا الاحساس الذي اشعر به الان ، انه احساس الابوة نظرت الي الفتي بعطف فشملني من شعر راسي حتي اخمص قدمي بنظرة ضعف واحتياج ، ااااه .. افي هذا الكون من يحبني الي هذه الدرجة ؟ .. س

جلست الي زوجتي وجذبت معها اطراف الحديث متعمدا ، محاولا اقتناص اي معلومة تخبرني لماذا هذه بالذات واين ومتي فقلت لها
فاكرة زمان .. اول مرة شوفنا فيها بعض ؟
فضحكت بدلال وقالت
هههه كنت انت مهندس جديد خام لسه واصل انجلترا ما بقالكش يومين ... س
ثم تنهدت تنيده كبيرة وقالت برومانسية حادة .. س
ولكني وقعت في شرك عينيك منذ قبل ان اولد
اتحبينني لهذا الحد
بل اكثر .. واحبك اكثر حين تغازلني بالفصحي هههههه
ولكن انت قلت انجلترا .. هل هذا يعني اني سافرت انجلترا

ثم سرحت في افق خاص بي وانا لا اصدق اني في المستقل سوف امتلك نقودا تكفي لسفري .. ساسافرالي انجلترا ، اترك من احب لاتزوج من اعشق ، انجب ولدا .. واعمل مهندسا يمتلك بيتا فاخرا ولكن خطرت ببالي اسئلة اخري

ولكن انا لا اتذكر لماذا عدنا من هناك
اعلم انك تود نسيان هذا اليوم بالذات .. ولكن ياعزيزي تحلي بالصبر اعلم انها كانت مصيبة لنا كلنا
ماذا هناك
لا لن اقول ... فانت هكذا دائما .. بعد ان تنسي تجعلني اذكرك .. لتبتأس من جديد
والشعر ؟
الشعر ؟ ماذا به ؟ .. اول مرة اسمعك تسال عن الشعر بعد هذا اليوم المشئوم .. ماذا بك يا عزيزي قل لي لا تخف شيئا
لا شيء .. لقد عرفت ما اود ان اعرفه ساذهب لانام

بعد وقت ليس بالطويل وليس بالقصير .. صحوت علي صوت امي تانديني

الساعة دلوقتي سابعه مش رايح الكلية
حاضر يا امي

قمت مسرعا .. وانا ايقن تماما ان الكلية هي اولي خطواتي الي النجاح ، نظرت الي اوراقي وقصائدي ، وقلت لها ودمعة في عيني
لن اتركك مهما حدث
نظرت لامي قبل ان انصرف .. وتذكرت حينها اخر ما قالته زوجتي
فهممت لاحتضانها .. وقبلتها قبلا غزيرة .. حتي باتت دهشتها تقلقها علي ولسان حالها يقول .. خير اللهم اجعله خير