اشعر باستغراب شديد مما اشاهده مؤخرا علي شاشة التليفزيون حين يستضيفون ممثلثا كبيرا في السن ، لقد اصبحت الان المكانات الاجتماعية وقدر الفنان يوازي سنه .. فالممثل القدير هو الممثل الشيخ الذي شارف علي الموت او قارب علي الاعتزال
.
ابدا اولا من حيث الناقد علي ابو شادي .. رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية .. والذي رايته في برنامجا البارحة يدافع عن حرية الفن والفنانين ، مهاجما الصحفيين ودعاه الردة باسم الاخلاق هجومهم علي الحرية ودعوتهم بعودة مقص الرقيب من جديد
.
في البدء لم استوعب جيدا الموقف كيف لدعاة الحرية ينقلبون فجاة ليطالبون بالنقيض ، يطالبون بعودة مقص الرقيب مرة اخري ، وكيف للقريب هو الذي يعتلي منبر التحدث عن الحرية ويتولي مسئولية الدفاع عنها ... اسئلة شلت تفكيري فهذا الوضع الغريب في الزمن الغريب لا ينبا بخير اطلاقا
.
تكون مفهومة ومبررة ان يصرخ الناس والصحفيين والفنانين في وجه الرقابة للمطالبة بمزيد من الحرية ، ولكن ان يحدث العكس فهذا لا اجد له تفسيرا عندي .. غير ان من كانوا يطالبون بالحرية اعتقدوا انهم بمطالبتهم بها .. لن يكونوا تحت بؤرة الضوء الذي يفضح ما يحدث في الظلام
.
بعد انتهاء البرنامج وبكل اسف غيرت القناة لاشاهد اللبيت بيتك ، لافاجأ بتامر امين هذا المذيع الذي لا يعرف في حياته الا كيفية ان يشلني ويزيد من مرارتي حتي يرتفع ضغطي ووتورم اذناي حتي اصبح مثل دراكولا باذن طويلة .. اعرف ان الحمار ايضا باذن طويلة ولكن دعونا من ذلك الان .. هذا المذيع الفظ كان يجري حوارا مملا مستفذا مع الممثل المعروف يوسف شعبان
.
بالطبع تاريخ يوسف شعبان يكفيه بان يذكر كممثل بارع جدا وله قدره ومكانته .. ولكن انا شخصيا استفذ جدا جدا من الطريقة التي يتسول بيها ممثلونا الذين كبروا سننا حتي يقبلهم هذا او ذاك في دور هنا او هنا
.
وافاجئ بعبارات مستفزة مثل ايام الزمن الجميل ، الفن النظيف
وهلم جرا .. وكان الممثلون العواجيز هم وحدهم اصحاب وجة النظر التي يجب ان تحترم ويجب ان يستعين بهم الممثلون الشباب الذي حولوا السنيما في مصر الي حالة من الهياج والتفاهه
وانا اري ان لا احد من هذا الجيل المزعوم قدم فنا حقيقا يجب ان يحترم عليه ويجعل منهم ابطالا يخلدون كلما ذكرت السنيما او الفن في مصر
.
لا اذكر شيئا جيدا قامت به ليلي علوي او الهام شاهين او هالة صدقي او نبيلة عبيد او حتي يسرا سوي افلام تافهه عبيطة
لا اذكر شيئا قام به فاروق الفيشاوي او حسين فهمي او عزت العلايلي او غيرهم من هؤلاء العواجيز القديرين غير تافاهات لا اتذكر اسمائها
.
اعتقد ان الشباب والشباب في هذه الفترة من عمر السينما المصرية هو الذي استطاع ان يجعل في مصر طفرة حقيقة في صناعه السينما .. بالفعل هناك افلام تافهه .. ولكن كم الافلام الجيدة كثير جدا ومتنوع جدا بالفعل
فيلم مثل عمارة يعقوبيان هذا مخرجه شاب لم يتجاوز العشرون عاما . هو معجزة بالفعل
.
يغيظني ايضا ان تجد في تتر المسلسلات والافلام .. كلمة الممثل القدير
محمد ريحان .. هو عجوز ظهر فجاة في الممثلثلات .. يمثل الان دورا في مسلسل السماح بطولة محمود يسن علي قناة الدراما ... هو الخادم في بين كبير العيلة هو ممثل قدير
عايدة عبد العزيز .. ايضا هي ممثلة قديرة وغيرهم .. تجد نفس الممثل في عدة مسلسلات .. حسب مجموعة الممثلين المصاحبين له في العمل يتوقف تسميته .. فهو ممثل قدير او بطولة حسب راي الممثل صاحب التمثيلية اصلا
وكأن القدر الفني او المكانة ليست بكم الاعمال وجودتها انما هو بسن الممثل .. فالممثل العجوز هو الممثل القدير وكان شباب الممثلين رغم انهم هم الان عصب الاعمال الفنية والدرامية ليسوا بالقدر الكافي فنيا
.
اخيرا اود ان استفسر عن وضع الفنانين داخل مصرنا المحروسة .. لماذا الفنان او الممثل الذي يمرض او يصاب باذي يجب علي الدولة مراعاته والتكفل بعلاجة ، هو لا مؤاخذة ناقص فلوس، يقال انها نوع من الوفاء بالجميل
انا اقول ان التمثيل مهنه كأي مهنة .. يعمل فيها الراغب فيها ، وياخذ اجره بالكامل .. لماذا اذن يدعوا من يدعوا ان لهم حق علي البلد وانهم حينما يشيخو في السن او يمرضوا يجب علي كل الناس ان يزوروهم وان يتبرعوا لهم بثمن العلاج وان يسيروا في جنازاتهم بعد الوفاه
.
كل مصري يحب بلدة مثل بل اكثر من اي ممثل فهناك الدكتور والمهندس والمدرس والمحامي .. لماذا لا يتم معهم ما يتم مع الممثلين والمغنيين ولاعبي كرة القدم هل هم اشد وطنية من غيرهم ام ماذا؟؟؟؟؟
.
.
للحديث بقية