.
لقد تم اغلاق حسابي علي موقع الفيس بووك منذ
عدة ايام ... محاولات كثيرة في البحث والتقصي عن السبب .. ولا فائدة ولكن الغريب
في الامر ان الحساب لم يغلق نهائيا
ولكني استطيع من خلاله .. زيارة اي بروفايل
لاي صديق قديم ،، حتي تلك الصفحات التي انشئتها بنفسي .. ولكن مع حرماني من
امكانية التفاعل معها بالتعليق او الاعجاب او المشاركة .. تلك الامكانيات التي
خلقها ذلك الموقع العجيب الذي حول فضاء الانترنت .. فعلا الي مجتمع حي
و لوهلة .. تذكرت فيلما اجنبيا عن تلك المراة
التي حبست في المرايا ... فعلا .. حبيسة المرايا .. تري وتسمع ولكنها لا تستطيع ان
تتفاعل مع ما تراه او تسمعه .. ولا هناك احدا يشعر اصلا بوجودها ... ولم يسال عن
غيابها احد .
بيني وبين نفسي .. اصابني بعض الحزن ...
لماذا لم يقلق علي احد اصدقائي عندما علموا بغيابي .. لماذا لم يفرق معهم وجودي من
عدمه ... وتخيلتني .. فعلا حبيس مراة .. اشاهد واسمع .. بلا صوت يقدر علي الصراخ
معلنا وجوده .. او يدا قادره علي البطش .. او ارجلا قادرة علي المشي .. فقط طيفا
.. يزور هنا وهناك .. لا يملك من المتع والمغريات .. الا رؤيتها في ايدي اصحابها
.. مترحما علي ايام ولت .. مستجديا عطف الزمان
ولكنة بعد تفكير ليس بالعميق اصلا .. وجدتني
حي ارزق .. كامل الوجود والتاثير .. لي صوتا .. يستطيع ان يصرخ فياي وقت .. ويدا
تطبتش ان ارادات .. وارجل تسري بي اينما اريد .. وان ما حرمت منه هو تلك المشاركة
الافتراضية في ذلك العالم الافتراضي الموازي ان جاز التعبير
وتذكرت اعلان كلورتس (لبان النعناع) .. ان
نخرج للدنيا وكفانا انغلاقا داخل غرفتنا التي سجنا انفسنا داخلها باختيارنا فحمدت
الله .. علي ضياع بروفايلي القديم بكل ما احتواه من صور .. وصفحات انشئتها بنفسي
وجروبات تفاعلت معها واصدقاء لم يشعروا بغيابي .. وقلت في نفسي حقا والله انها
لفرصة
امسكت بموبايلي محاولا البحث عن نمر احد
الاصدقاء .. للاتفاق علي المقابلة في مكان ما ... فانا بقي لي زمن لم التقي باي
منهم لانشغالي بالجيش .. وحتي بعد انتهاء فترة خدمتي العسكرية .. انشغلت في
دراساتي العليا بالكلية .. حتي عملي الجديد لم يبقي لي اي متسع من الوقت لزيارة
احدهم .. وكان اللقاء المتجدد علي الفيس بوك هو البديل والعوض في ذلك
ولكني ما لبثت ان تذكرت ان شريحتي الجديدة ..
لم تحتوي علي اي نمرة واحدة من جل اصحابي ومعارفي ... فعندما سرق هاتفي اخر مرة .. لم اهتم كعادتي بتسجيل نمر الاصدقاء .. ولماذا اسجلهم وكلهم امامي .. علي الفيس
بوك ؟؟؟
واكتشفت اخطر ما في الامر .. ان الغياب الذي
كنت اتخيله افتراضيا .. اصبح غيابا حقيقا ... لقد كان الفيس بوك هو محور حياتي
يوميا .... منه استقي الاخبار ومنه التقي بالاصدقاء واطمئن عليهم .. ومنه اتفق علي
المقابلات ومنه استقبل الرسائل والايميلات .. لدرجة اني اسغنيت عن كثير من ايميلات
العمل والاصدقاء مستعوضا عنها وجودهم في قائمة اصدقائي بالفيس بووك
واكتشفت ايضا ... ان ذلك لم يكن بديلا ابدا
.. ان لقاء اخذ فيه صديقي بالعناق الحار ويغيب كلا في صدر الاخر .. وان الفيس لم
يكن بديلا عن صوت صديق لا يستطيع الحضور الي اللقاء لبعد المسافة .. التي كان
يقضيها الصوت في لحظات .. وان الفيس بوك باخبارة السطحية السريعه الموجه .. لم يكن
ابدا بديلا عن كتاب او مجلة او حتى صحيفة يومية
لقد خدعت الخدعة الكبري .. ولكن قد فات
الاوان ... فانا الان اعلم اني كنت مخدوع ... وبدلا من تعويض الهدر في هذا الوقت
الضائع والمسلوب والاستفادة منه في تلك الانشطة التي جعلتها افتراضية
و رغم اني لا اعرف لماذا لم يعد لي متسعا من
الوقت رغم عدم انشغالي الشديد مثلا ... فمازلت مصرا علي استرجاع بروفايلي القديم
.. ممنيا نفسي بالقاء اصدقائي وصفحاتي التي انشئتها وجرباتي التي تفاعلت معها
يوم الخميس
19/1/2012