لقد اصبحت كهلا في العشرين

لا ادري صراحة ما اود ان اقول كل ما اعرفه اني هنا قد ازيح بعضا من الهموم عن قلبي

احس احيانا اني كهلا في السبعين ... يحمل هموم لو وزعت علي ابنائي (بني ادم ) لفاضت وبحثنا عن مستوردين

اخذت الاجازة .. واصبح الفراغ يملئكل وقتي .. كنت اعتقد اني سوف افعل كذا وكذا .. ولكن تاتي الرياح بما لا تشتهي السفن

حاولت جاهدا ان ابحث عن عمل .. ولكن بلا جدوي .. تهرّب مني والدي عندما فاتحته في الامر

لقد طلبت منه ان يبحث عند اصحابة وزملائه في مهنته ..( التطريز) علّني افلح واتقن الصنعة .. ولكن كان لسان حاله يقول

لما ابقا افلح انا اشوفلي شغل ابقا اشوفلك . وعندها تركت لقدمي العنان تبحث في شوارع وسط البلد عن اي وظيفة مهما كانت .. فكرت في كل شئ .. اذا اراد احدكم ان يعرف

اخر ساعة يطلب موظفين .. ولكن يشترط ان يكون قد انهي الخدمة العسكرية محل حلواني لا اتذكر اسمة .. يطلب بائع ايس كريم وبائع عصير .. ولكن بعد السؤال يريده ذو خبره في التصنيع

احدهم اخذ اسمي ورقم التليفون .. عل ّ وعسي لا استطيع ان انفخ الهواء الان كي ازيح انقباض صدري .. لا استطيع ان اتخيل نفسي بعد عشرين عاما مازلت اطلب من والدي مصروفا

كي اخرج مع اصحابي كي اذهب للتدريب ( اتدرب في السكة الحديد وبعدها ماصنع الحديد والصلب ) طلبات الكلية

كي اخرج من البيت كي اقابلكم علي النت وفي المقابل انا اري ان اخوتي لا يخرجون ابدا ولا ينفقون شيئا وانا امامهم المبذر المسراف لقد جف الدم في عروقي لم يعد به نبض . شاب شعري وانحني ظهري وانكمش جلدي وشاخت اسناني

لم اعد شابا ... لقد اصبحت كهلا في العشرين اخيرا ما استطيع ان اقوله .. اني لن امل من البحث والثدوير .. يمكن ان يجدني احدكم في محلات وسط البلد .. قد يجدني واقف علي ثلاجة ايس كريم ابيع له الايس كريم وفي وجهي ضحكة تنم عن غبائي او يجدني اقف بين يديه اقول له نحب تشب ايه .. ثم اتي له بفاتورة باهظة واساله .. من غير مية ؟

او عندما يدخل محل ملابس قد اكون انا من يبحث له عن طلبه .... المهم اني في كلا الحالات لا اعتبر نفسي اقل من احد

لن اعرفكم ولن تعرفوني بالطبع ... ولكن عندها ساضحك من قلبي ولسان حالي يقول .. ياد ما تخليك جدع وشوف لابوك شغلانه معاك